متى وجد تقسيم التوحيد

السؤال: 
معلوم للجميع أن أقسام التوحيد ثلاثة ، فمتى وجد هذا التقسيم ؟
الإجابة: 
أولا كل العلوم حينما تقسم بل هي قابلة للتقسيم ، وغالباً التقسيم للتعليم ، وأي فنٍ أو علمٍ يقبل التقسيم من عدة اعتبارات كما يذكر العلماء أحياناً حينما يقسمون ، يقولون إذا نظرنا إليه باعتبار كذا نقسمه إلى كذا ، وباعتبار كذا نقسمه إلى كذا ، فالتوحيد يقسم بعدة اعتبارات فهو من حيث الأقسام الثلاثة : توحيد الربوبية ، توحيد الأولوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات متقدم ، فهِمَه العلماء من كلام السلف من عهد ابن خزيمة وقبل ابن خزيمة ، وإن كان المشهور به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لكن المذكور من قبله ، كما أنه أيضا يقسم التوحيد إلى أقسام أخرى ، مثلاً إلى قسمين : توحيد قسم علمي خبري ، وقصدي طلبي ، فالتقسيم لا إشكال فيه بل ممكن أن نقسمه إلى أقسام أخرى ، التوحيد أو غيره ، فعادةً التقسيم يُنظر إليه إلى الاعتبار الذي قُسِّم به ، لو افترضنا أمامك أي شيء تريد أن تقسمه ، قد تقسمه طولاً ، تقسمه عرضاً ، تقسمه دائرياً ، تقسمه مثلثات ، فالتقسيم مع أنه جزء واحد وشكله واحد ، هذا الكتاب مثلا قد تقسمه أرباع ، تقسمه بالأقطار ، تقسمه على شكل مثلث ، على شكل دوائر ، وهو يبقى هو نفسه ، هذا هو الجزء من الكتاب ، فكذلك التوحيد ، وهذه كلمة لطلبة العلم تقسيمات العلوم هذه تقسيمات للتعليم يذكرها العلماء من باب الإيضاح ومن باب البيان ، وهي ليست اصرة ، أي تقسيم ليس حاصراً يمكن يأتي متأخر يوجد متقدم قسم تقسيما لم يعثر عليه إلا فيما بعد ، وقد يأتي متأخرون يقسمون التوحيد أقسام أخرى ، فالتقسيمات ينبغي أن يُعلم أنها غير حاصرة ، المهم أن تكون التقسيمات صحيحة ، ما مدام تقسيمه صحيح لا حرج فيه ، وأيضا لا يلزمك أن تأخذ به ، لكن هل هو صحيح أم لا ؟ هل أحد يشك في أن الله سبحانه وتعالى يجب أن يفرد بالألوهية ، أن يعبد غير الله ؟ هل أحد يشك في أن الله عز وجل هو المتفرد المالك المتصرف في توحيد الربوبية ؟ هل أحد يشك في أن الله سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلى ، وأنه قدير عزيز حكيم ، وأنه أيضا في الإثبات إثبات مفصّل ، وفي النفي نفي مجمل ، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) ، (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) ، المهم المضامين صحيحة أم لا ، أما قضية التقسيم فالتقسيم هذا يقبل ، واجتهادي ، والمهم أن يكون فعلاً تقسيمه صحيح .