كيفية تدبر القرآن الكريم وفهمه

السؤال: 
هل هناك من سبل وطرق تُوصل لتدبر كتاب الله وفهمه ؟
الإجابة: 
هذا سؤال طيب في الحقيقة وسؤال جميل ، وينبغي للمسلم أن يعتني بمثل هذا ، اعلموا أن التدبر ليس مقصوراً على العلماء الراسخين وعلى الكبار ، لا كلٌ يتدبر على قدره ، ومن فضل الله عز وجل أنه يسر القرآن للذكر ، على سبيل المثال كل المسلمين تقريباً يحفظون شيئاً من كتاب الله الذي يحفظ الفاتحة ويحفظ بعض قصر السور أو يقرؤونها قراءةً فتدبروا هذا ، يتدبر الفاتحة ، يتدبر قصار السور ، وكلما تقدم المسلم في المعرفة والعلم يزيد تدبره ، كما أني أنصح بشيءٍ آخر وهو تدبر الأذكار ، أيضاً المسلمون يحفظون أذكاراً كثيرة ولله الحمد ، وقد يكون هذا من خصائص المسلمين ولله الحمد أنهم أهل أذكار وأنهم يحفظون ويتعلقون بربهم يذكرون الله عز وجل كما أشار السائل قبل قليل ، بالعشي والغدو بالآصال بالإبكار ، يذكرون الله عند الطعام عند الشراب يذكرون الله عند النوم عند الاستيقاظ من النوم وحينما يأوي إلى فراشه هذه يا إخواني الأذكار التي تحفظونها احرصوا على أن تعرفوا معانيها وتدبروا معانيها تدبرها جميل ، أولا : يجعلكم أكثر قرباً من الله عز وجل ، وأكثر تعلق ، وفيها تحقيق إيمان ، وفيها تحقيق توحيد ، وفيها مزيد طمأنينة على القلب مثلا كثير من المسلمين يقولون (لا حول ولا قوة إلا بالله) ولا يكاد يعرف معناها لا حول ولا وقوة إلا بالله ، أذكار الصلوات ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر، احرصوا على أن تفهموا معانيها وأن تتأملوها، وإذا كنتم لا تعرفون اسألوا لأنك إذا بدأت أن تسأل وخاصة يا إخواني الإنسان غالباً يفهم حينما يسأل عن شيءٍ هو مبتلىً به إن صح التعبير ملتصق به ، يمر عليك أذكار تحفظها تأملها ، اعرف معناها ، مثلا أذكر لكم بعض الأذكار  حينما تستيقظ من النوم (الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور) ، (أمسينا وأمسى الملك لله) ، (اللهم ما أمسى بي من نعمة أو بأحدٍ من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك) ، حينما تتأملها وتعرف أنك في قبضة الله وأنك الملك لله وأن النوم هذا هو الموتة الصغرى وأن الله أحياك ، أولاً النوم يدل على ضعفك ، فأنت إذا جاءك النوم لا تستطيع أن تقوم بأي عمل ولابد أن تنام ، وتنام قهراً ، ثم مالذي أيقظك ، (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) فأنت حينما تتأمل ، (الحمد لله الذي أحياني بعد ما أمانتي وإليه النشور) تشعر بقربك من الله ، وأن الله أنعم عليك وأمد في عمرك ، وأن النشور إلى الله عز وجل هذه كلها تجعلك قريب من الله حتى تقابل إخوانك بنفسٍ منشرحة ، الأمور بيد الله ، لا مانع لما أعطى ، لا معطيَ لما منع ، ورزقك المكتوب لك سيأتي إليك ، ولن تنازع أحداً شيئاً كتبه الله له ، فيا إخواني تدبروا كتاب الله عز وجل وتدبروا ما تعرفونه من الأذكار .