رسالة لحجاج بيت الله الحرام

رسالة لحجاج بيت الله الحرام
الحمد لله، الحمد لله رافع السماء وبانيها، وساطح الأرض وداحيها، وجاعل الجبال أوتادًا في أركانها ونواحيها، أحمده - سبحانه - وأتوب إليه، وأستغفره؛ أنعم علينا نعمًا لا نحصيها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها.. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، بشير البشرية ونذيرها وهاديها، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه؛ رفعوا رايات الملة حتى علتْ مبانيها، والتابعين ومَن تبعهم بإحسان ما تعاقبت الأيام بلياليها، وسلم تسليمًا كثيرًا.. أما بعدُ:فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - عز وجل - فاتَّقوا الله - رحمكم الله - مَن خاف الله لم يخفْ غيره، وأشد الورع حفظ اللسان، ودع ما يريبك إلى ما لا يريبك، ومن دفع الشك باليقين سلم له الدين، ومن علم أن الرزق بيد الله اطمأن قلبه، ومَن أيقن بالموت استعدَّ له، وإذا أقبلت الدنيا فأنفق فإنها لا تغني، وإذا أدبرتْ فأنفق فإنها لا تُبقي، وفي التنزيل العزيز: {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق: 7].. أيها المسلمون، حجاج بيت الله:مهما تنوعتْ سبل الاتصال، وتعددتْ وسائل التعاون، وتزايدت عوامل التأثير، فإن رابطة الإسلام لا يعدلها رابطة، وأخوَّة الدين لا يُماثلها أخوة، ومشهد الحج العظيم ومنافعه المشهودة تجسد هذه الأخوة، وتُبرز معالم الوَحْدة الإسلامية في المظْهر والمخبر، وفي اللباس والشعائر، وحدة الصف، ووحدة هدف، شعار التوحيد لفظًا وعقيدة، تهليلاً وتكبيرًا وتلبيةً وتنزيها: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.. معاشر الحجيج:والحديثُ عن مظاهر الوَحْدة، وعن الشعائر والمشاعر التي ترسخ هذه الرابطة، وتؤكِّد هذه الأخوة - حديثٌ ذو شجون، وخبرٌ ذو شعب، والمسلمون مِن جميع أنحاء الدنيا حين يتوجهون إلى هذه الدِّيار المقدسة، يتمثلون وحدتهم الجامعة، ويتطلعون إلى العمل الصالح، وإلى ذكر الله وشكره، وحسن عبادته، يجسدون أخوتهم الإيمانية، ويتناسون خلافاتهم، بل يتْركون اهتماماتهم في شؤون دنياهم وراءهم؛ ليَتَفَرَّغُوا للعبادة، ويستغلوا ثمين أوقاتهم لتحصيل فضْل هذه البقاع المقدَّسة وبركات الحرمين الشريفين.. معاشر الإخوة:ومن التزام أخوة الدين، وتأكيد رابطة الإسلام: إبعاد الحج عن أيِّ مشوِّشٍ على مظهر الوحدة، ومعكِّرٍ على الغايات السامية من ذكر الله، والتزَوُّد من البر والتقوى؛ {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ} [الحج: 28]، {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197]، ومن حق أخوة الإسلام اجتناب أية صورة مِن صور الفوضى والبلبلة، تحت أي دعوى، واستنكار أية محاولات للتشويش والمهاترات، إن أهل الإسلام عمومًا، وحجاج بيت الله خصوصًا يعلمون أنَّ القصد إلى هذا التشويش والبلبلة يقود إلى الانشقاق والفرقة بين المسلمين، يؤذي الحجاج وهم يؤدُّون مناسكهم.. نعم ضيوفَ الرحمن، لا يمكن أن يُحوَّل الحجُّ إلى منابرَ سياسية، تَتَصارَع فيها الأفكارُ، والأحزابُ، والطوائفُ، والمذاهبُ، وأنظمة الحكم؛ مما يعني - بلا شكٍّ ولا ريب - الانحراف الخطير، والانجراف المدمِّر عن أهداف الحج وغاياته؛ {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ} [البقرة: 197].. الحج والديار المقدسة ليستْ ميدانًا لنقْل الخلافات، وتصفية الخصومات، إنها فوق الخلافات السياسية، والعصبيات المذهبية، إنَّ الإقدام على مثْل هذا يقود إلى الفتنة والعبث بأمن الحج والحجيج، وشق لصف المسلمين، وفتح لساحات الجدَل العقيم، لا يقول مسلمٌ بفصل الدِّين عن السياسة، ولا بفصل الدين عن الدولة، ولكن لا يجوز استغلالُ الدين ومواسم العبادة وتجمُّعات المسلمين في المشاعر المقدسة لأغراض مسيسة، وصرف الأنظار عن معاناةٍ يعيشها من يعيشها، ومشكلات واقع فيها صاحبها، يجب إبعاد الفريضة المقدسة عن مثْل هذه الأغراض، إنَّ الخوض في هذا، والانشغال فيه إفسادٌ لِمقاصد الحج الإيمانية، وحرمانٌ لضيوف الرحمن منَ الأمن والأمان، والتفرُّغ للعبادة، واستشعار قدسية الزمان والمكان، وافتعالٌ لقضايا خلافيَّة تزيد من فرقة الأمة وتشرذُمها.. أيها المسلمون، حجاج بيت الله: أما البراءةُ مِن الشرك وأهله، فهي عقيدة كلِّ مسلم، عقيدةٌ لا ترتبط بزمانٍ ولا مكان، بل هي عقيدةٌ ثابتةٌ راسخة في قلْب كل مؤمن، لا تغادره لحظة واحدة، وهي عقيدة الولاء والبَراء، بل هي تحقيق معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وهي ملَّة الخليلين؛ محمد وإبراهيم - عليهما وعلى جميع أنبياء الله الصلاة والسلام -: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ * وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون} [الزخرف: 26 - 28]، وهي براءةٌ من جميع المشركين، وليست براءةً انتقائيةً من دولةٍ أو جهة أو فئة، وهي براءةٌ عند أهل الإسلام لا تتعارض مع تقديم البر والتعامل بالقسط المدلول عليه في قوله - عز شأنه -:. {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8]، أما المسيرات والمظاهرات، والحشود والتجمعات، والنداءات من أجل ذلك، فليستْ من دين الله من شيء، ولَم يقل به أحد من أهل العلم، ولم يفعله أحدٌ من أهل الإسلام، لا سلفًا ولا خلفًا؛ فهو ابتداعٌ في الدين مما لم يأذن به الله.. والمسلمون يحجون طوال تاريخهم، بشتى مذاهبهم وطوائفهم، لم يتكلمْ أحدٌ منهم بمثل هذا، فضلاً عن أن يدعو إليه أو يمارسه، واستغلال جمْع الحجيج وتجمعهم لمثل هذه الأغراض لا صلة له بالإسلام، بل هو عبثٌ بمشاعر العبادة ومناسك الحج.. معاشر الأحبة ضيوف الرحمن:من أجل هذا كله، فإن مِن ثوابت سياسة المملكة العربية السعودية - خادمة الحرمين الشريفين وحاميتهما وراعيتهما - من سياستها عدم السماح لأية جهةٍ بتعكير صفْو الحج، والعبث بأمن الحجيج، ومحاولة شق الصَّف الإسلامي؛ فهذا يُمثل ركيزةً ثابتةً في السياسة السعودية، التي تولي أمن الحج الأهمية القصوى، إنها لا يمكن أن تسمحَ بمثل هذا، وهي المؤتمنة على ضيوف الرحمن وخدمتهم ورعايتهم وحمايتهم - بعون الله.. وهي ملتزمةٌ كذلك ومسؤولةٌ عن اتخاذ كلِّ التدابير الحازمة الصارمة؛ للمحافظة على أمن البلاد وأمن الناس - المواطن والمقيم، والعاكف والباد - أمن البلاد، وأمن المقدسات، لا تسمح بأي عمل أو تصرُّف يُكدر هذه الأجواء الإيمانية، أو يضر بالمصالح العامة، أو يمس احترام مشاعر المسلمين.. إنَّ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وحكومته، ورجال دولته، وشعبه - يبذلون الغالي والنفيس في خدمة الحرمين الشريفين، وخدمة قاصدهما - حجاجًا وعمَّارًا وزوارًا - قربةً إلى الله، وشعورًا بالمسؤولية، برهان ذلك ما تقر به عين كل مسلم من الأعمال والخدمات والإنجازات مما يراه ضيوف الرحمن، وكل قاصد إلى هذه الديار المقدسة، ولسوف يرون المزيد والمزيد - إن شاء الله - فحمدًا لله وشكرًا.. ففي ثوابت الدولة السعودية تسخير إمكاناتها المادية والبشرية، ورسْم الخطط والبرامج لإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما وخدمة قاصدهما، وبذل كل سبيل من أجل راحتهم وأمنهم، وهي تطلب من الجميع تقدير ذلك، كما تطلب منهم التفرغ للعبادة، واستغلال أوقاتهم - أيامًا وساعات ودقائق - لينالوا من فضْل الحرمين الشريفين وبركاتهما؛ لعل الله أن يتقبل منهم، ويتجاوز عن سيئاتهم، ويمنحهم قبولاً إلى يوم يلقونه.. فالزموا - رحمكم الله - التعاوُن والتآلُف، والتعارف والتراحُم، وأدوا الفريضة على وجْهها، وعظموا شعائر الله وحرماته؛ {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]، {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].. ألا فاتقوا الله - رحمكم الله - وهنيئًا لكم بلوغكم بيته العتيق ومسجد رسوله - صلى الله عليه وسلم - وتقبل الله منَّا ومنكم، وجعل حجكم مبرورًا، وسعيكم مشكورًا، وذنبكم مغفورًا؛ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197].. نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبِهَدْي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم.. وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.. . الخطبة الثانيةالحمد لله، الحمد لله الصادق في قيله، الهادي إلى سبيله، أحمده - سبحانه - وأشكره على وافر إنعامه وجزيله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مَن عرف الحق بدليله، وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، خيارٌ من خيار، أكرم بشفيعنا وإمامنا حبيب الرحمن وخليله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، صحبوا المصطفى في وحْيه وتنزيله، والتابعين ومَن تبعهم بإحسان، وسلم تسليمًا كثيرًا.. أما بعدُ:فأوصيكم حجاجَ بيت الله ونفسي بتقوى الله، وأوصيكم بالإقبال على حجكم ومناسككم بقلوبٍ مثبتةٍ، وأفئدةٍ خاشعة، التزموا آداب الإسلام، وآداب المشاعر والشعائر، عظِّموا حُرمة الله، وعظِّموا الأماكن الطاهِرة المقدَّسة، قدِّروا ما يقَدَّم مِن خدماتٍ ورعايةٍ وعناية؛ فذلك كله من أجل راحة ضيوف الرحمن وأمْنهم والتهيئة لأداء المناسك والعبادة بيسرٍ وطمأنينةٍ وسهولة، واحذروا - رحمكم الله - ما يفسد النُّسُك أو يُنقِص الثواب أو يذهب بالأجر.. احذروا الإلحاد في الحرَم؛ فكل مخالفةٍ أو أذى أو شغَب ينال المؤمنين أو يمس المتعبدين فهو إلحاد، وقد قال - عزَّ شأنُه -: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25]، وقد رأيتم - حفظكم الله - أن فئةً ضالَّة، وشرذمةً معتدية، حاولت النيل مِن أهل حرم الله في الاعتداء على ديارهم، فردَّهم الله على أعقابهم خاسرين خاسئين، بفضْل الله ونعمته، وحفظه وتوفيقه لقيادة هذه البلاد، في قوتها وعزمها، وحكمتها وعدلها، وتم - بحمد الله - رد المعتدي ودَحْره.. والمملكة - بفضل الله وعونه - لديها من القوة والقدرة ما تردع به المتطاولين، وما تحفظ به أمْنها، وحماية مقدساتها وشعبها، والمقيمين على أراضيها، وقاصدي الحرمين الشريفين، وهي لا تتوانَى أو تَتَرَدَّد في رد العدوان، وحماية المقدَّسات، بحزمٍ وقوة وحكمة.. فحيَّا الله جنودنا ورجالنا، إخواننا وأبناءنا؛ فهم - بعد الله - الدرع المنيع، والسد المنيع، والسياج الرفيع ضد سهام الغدر، وقوى الظلم، ذوو عزم شداد، وهمم عالية، وقوة ضاربة؛ فحفظهم الله، وبارك فيهم، وسدد رميهم، وجعل ما قدموه جهادًا في سبيله، وابتغاء رضوانه، على أنكم تعلمون أن منهج هذه البلاد يقوم على حب الخير، وبذل العون والعدل مع المخالف، مع عفَّة اللسان، وترفُّع عن سفاسف الأمور، وتجنُّب المهاترات والمزايدات.. فالحمدُ لله على نعَمه، والشكر على آلائه، وتقبل الله منَّا ومنكم، وأعزَّ الله الإسلام وأهله، وردَّ عنا كيد الكائدين، ومكْر الماكرين، إنه سميع مجيب.. هذا؛ وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداه، والنعمة المسداة، نبيكم محمد رسول الله؛ فقد أَمَرَكم بذلك ربُّكم فقال - عز قائلاً عليمًا -: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهُمَّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين والأئمة المهديين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، واجعلنا معهم بفضلك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحمِ حوزة الدِّين، وانصُر عبادك المؤمنين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.. اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا بتوفيقك، وأيده بتأييدك، وأعزَّه بطاعتك، وانصُر به دينك، وأعلِ به كلمتك، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين، اللهُمَّ وفِّقه ونائبيه وإخوانه وأعوانه إلى ما تحب وترضى، وخُذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهُم وارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الخير وتعينه عليه، اللهم وفِّق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - واجعلهم رحمةً لرعاياهم، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين.. اللهم من أرادنا وأراد ديننا، وديارنا، وأمننا، وأمتنا، واجتماع كلمتنا بسوءٍ، اللهم فأشغله بنفسه، اللهم فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه يا رب العالمين، اللهم إنا ندرأ بك في نُحُورهم، ونعوذ بك من شرورهم.. اللهم احفظ جنودنا وقواتنا، وقوِّ عزائمهم، واربِطْ على قلوبهم، وسدِّدْ رميهم، وأَحكِمْ أمرهم، واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم، واحفظهم أن يؤتوا من تحتهم، اللهم من اخترت منهم بجوارك فأنزله منازل الشهداء ومرافقة الأنبياء ومقام السعداء برحمتك يا أرحم الراحمين.. اللهم وأبرم لأهل الإسلام أمر رشد، يُعزُّ فيه أهل الطاعة، ويُهدى فيه أهل المعصية، ويُؤمر فيه بالمعروف، ويُنهَى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير.. اللهم اكتبنا في ديوان السعداء، اللهم اكتبنا في ديوان السعداء، وأَعِذنا من حال أهل الشقاء، واغفر لهم ولنا ما قدمنا، وما أخرنا، وما أسررنا، وما أعلنَّا، وما أنت أعلم به منَّا، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.. اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، على الله توكلنا، ربنا لا تجعلنا فتنةً للقوم الظالمين.. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، ربنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهبْ لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب.. عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعَمِه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.