الاستقامة سلوك ومنهج

الاستقامة سلوك ومنهج
الحمد لله... الحمد لله هو الغني وعباده الفقراء، وهو القوي وخلقه هم الضعفاء، أحمده - سبحانه - يقبل التوبة عن عباده ويعفو عمن أساء، وأشكره.. بسط الرزق وأجزل النعماء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله، هو الأخشى لربه والأتقى، أكثر العباد ذكرا وأصدقهم شكرا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.. صدقوا ما عاهدوا الله عليه في السراء والضراء، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلِّم تسليماً كثيراً.أما بعد:فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله - عز وجل - فاتقوا الله - رحمكم الله - فأكرم الناس عند الله أتقاهم، ومن غني قلبه غنيت يداه.. ومن افتقر قلبه لم ينفعهم غناه، وغبطة العبد في ذكره ربه وشكره وحسن عبادته.. طوبى لمن تواضع في غير مذلةٍ وتصدق في غير معصيةٍ واقتدى بأهل العلم والخشية ووسعته السنة ولم تستحوذ عليه البدعة: {أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الملك: 22].أيها المسلمون:كلمةٌ في دين الله تامةٌ ووصيةٌ من وصايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جامعةٌ آخذةٌ بمجامع الدين حاكمةٌ لدروب السالكين.. يقوم فيها المسلم بين يدي ربه على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد..كلمةٌ عظيمةٌ تنتظم الأقوال والأفعال والنيات والأحوال؛ فهي لله وبالله وعلى أمر الله.. بها كمال الأمر وتمامه وحصول الخير ونظامه، من لم يلتزمها ضل سعيه وخاب جهده وانحرف مسلكه.. ومن أخذ بها وقام عليها كملت محاسنه واستوت طريقته.تأملوا - رحمكم الله - هذا السؤال الدقيق والرغبة العظيمة والهمة العالية من هذا الصحابي الجليل سفيان بن عبد الله الثقفي حين توجه إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قائلا: ((يا رسول الله.. قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا غيرك)) أو قال: ((لا أسأل عنه أحدًا بعدك))، فأجابه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الجواب الجامع المانع: ((قل: آمنت بالله ثم استقم)). رواه مسلم، وعند الترمذي: ((قلت: يا رسول الله.. ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا))، قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيح.عباد الله:لقد أولى أهل العلم هذا التوجيه النبوي عنايتهم وبسطوا القول فيه لعظمه وأهميته لأنه الجامع لأمر الدين كله.قال أهل العلم: "وهذا منتزعٌ من قول الله - عز وجل -: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * نحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ} [فصلت: 30 -32]".واجتمع على تفسير ذلك وبيانه الخلفاء الراشدون الأربعة؛ فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: "ثم استقاموا أي: لم يشركوا بالله شيئًا ولم يلتفتوا إلى غيره"، وقال عمر - رضي الله عنه -: "استقاموا على طريق الطاعة ولم يروغوا روغان الثعالب".. وعن عثمان - رضي الله عنه –: "أخلصوا العمل لله.." وعن علي - رضي الله عنه -: "أدوا الفرائض"، ومثله عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.معاشر الأحبة:الاستقامة سلوك صراط الله المستقيم المدلول عليه بقوله - سبحانه -: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ...} [الروم: 30] "دينٌ قيمٌ من غير عوجٍ ولا ميل".يقول الحافظ ابن رجب - رحمه الله -: "الاستقامة التامة هي الاستقامة على التوحيد في تحقيق معنى (لا إله إلا الله)؛ فيطيع الله - سبحانه - لا يعصه، ويشكر ولا يكفر، والمعاصي كلها قادحة في التوحيد لأنها إجابةٌ لداعي الشيطان". وقد قال الحسن وغيره في قول الله - تعالى -: {أفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ...} [الجاثية: 23] قال: "هو الذي لا يهوى شيئًا إلا ركبه..".قال ابن رجب: "وهذا ينافي الاستقامة على التوحيد، ومن استقام له توحيده استقام له كل عمل واستقام له كل حال.. استقام في أقواله وأفعاله واستقام في سره وجهره.. استقام إسرارا كما استقام إقرارا".الاستقامة - رحمكم الله - تجمع حسن العمل والسير على نهج الحق والصدق، وأولى ما يتعاهد في الاستقامة: استقامة القلب على التوحيد، ومعرفة الله، وخشيته وإجلاله ومحبته وهيبته ورجاؤه ودعاؤه والتوكل عليه والإعراض عما سواه، فإذا ما استقام القلب استقامت الجوارح كلها على طاعة الله، وفي الحديث الصحيح: ((ألا وإن في الجسد مضغةً إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله.. ألا وهي القلب)).وأعظم ما يراعى استقامته بعد القلب من الجوارح (اللسان)، وفي الحديث عند أحمد وغيره من حديث أنس - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا يستقيم إيمان عبدٍ حتى يستقيم قلبه، ولن يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)).وجاء في الحديث مرفوعًا وموقوفًا: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان - أي تخضع له وتستسلم -، فتقول: اتق الله فإنما نحن بك.. فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا)) أخرجه الترمذي وغيره.أيها المسلمون:المطلوب من العبد الاستقامة، وهي السداد، فإن لم يقدر فالمقاربة، فإن لم يستطع المقاربة فيُخشى عليه أن ينزل إلى التفريط والإضاعة، وقد قال - عليه الصلاة والسلام -: ((سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن ينجو أحد بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا.. إلا أن يتغمدني الله برحمةٍ منه وفضل)). أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.قال أهل العلم: جمع هذا الحديث مقامات الدين كلها؛ وهي الاستقامة والسداد والإصابة في النيات والأقوال والأعمال، بل أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الإتيان بالاستقامة على وجهها حق الاستقامة أمرٌ لا يطيقه الناس، فقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مسلم)) حديثٌ صحيح، وفي رواية الإمام أحمد: "((سددوا وقاربوا)) فالسداد هو حقيقة الاستقامة.. وهو الإصابة في الأقوال والأعمال والمقاصد، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عليًّا - رضي الله عنه - أن يسأل ربه - عز وجل - السداد والهدى، واذكر بالسداد تسديد الرمي وبالهدي هداية الطريق" رواه مسلم وغيره.والمقاربة: أن يصيب ما قرب من الغرض إذا لم يتمكن من إصابة الغرض نفسه، وجاء في حديث الحكم بن حزن الكلبي: ((أيها الناس.. إنكم لن تعملوا ولن تطلبوا كل ما أمرتكم به، ولكن سددوا وأبشروا))؛ أي اقصدوا إلى التسديد والإصابة والاستقامة.. وفي حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المسلم المسدد - أي المستقيم المقتصد في الأمور - ليدرك درجة الصَّوَّام القوَّام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته - أي طبيعة وسجيته -)) حديثً صحيح أخرجه أحمد وغيره.نعم يا عباد الله:يجمع الاستقامة الاقتصاد في الأعمال ولزوم السنة وسلوك طريق القصد والوسط بين طرفي الإفراط والتفريط واجتناب منهج الجور والإضاعة، وتأملوا رحمكم الله هذه الآيات البينات من كتاب الله في رسم حدود الاستقامة. يقول - عز شأنه - مخاطبًا نبيه محمدًا - صلى الله عليه وسلم -: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ...} [هود: 112].فالاستقامة مقابلها الطغيان ومجاوزة الحد في كل أمر خروجًا عن الاستقامة فيه، والطغيان ينتظم أصول المفاسد، فكانت الآية جامعة لإقامة المصالح ودرء المفاسد، وعن الحسن البصري - رحمه الله – "جعل الله الدين بين لائين: ((ولا تطغوا ولا تركنوا))، أما الآية الأخرى فقال - سبحانه -: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ...} [الشورى: 15]؛ فجعل اتباع الهوى مقابل الاستقامة.وفي الآية الأخرى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ...} [فصلت: 6]، فقرن الاستقامة بالاستغفار تنبيهًا إلى أنه لا بد من التقصير في الاستقامة.. ولقد قال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله - تعالى -: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ...}: "ما نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جميع القرآن كانت أشد ولا أشق عليه من هذه الآية"، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه حين قالوا: قد أسرع إليك الشيب يارسول الله، فقال: ((شيبتني هودٌ وأخواتها)).وبعد عباد الله:فأعظَمْ الكرامة لزوم الاستقامة، والاستقامة دليل اليقين وطريق المخلصين وحسن الظن برب العالمين.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأحقاف: 13-14].نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهدي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ وخطيئة؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.الخطبة الثانيةالحمد لله.. الحمد لله يجزي المتصدقين ويخلف على المتقين ويحب المحسنين ولا يضيع أجر المؤمنين، أحمده - سبحانه - على فضله العظيم وإنعامه المستديم.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الجواد الكريم رب العرش العظيم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبد الله ورسوله خاتم النبيين وسيد المرسلين، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرا.أما بعد:فالاستقامة - رعاكم الله - الوفاء بالعهود ومفارقة المعهود والقيام بين يدي الله على حقيقة الصدق وملازمة حد التوسط في كل أمور الدين والدنيا، ولقد قال الله - عز وجل - مخاطبًا بني إسرائيل: {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى * كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه: 80-81]، وقال حذيفة - رضي الله عنه -: "يا معشر القراء.. استقيموا فقد سبقتم سبقًا بعيدا، فإن أخذتم يمينًا وشمالًا لقد ضللتم ضلالا بعيدا..".ويوضح الإمام ابن القيم - رحمه الله - الارتباط الوثيق بين الاستقامة ولزوم السنة والاعتصام بالهدى، فيقول - رحمه الله -: "إن الشيطان يختبر قلب العبد؛ فإن رأى فيه داعيةً للبدعة وإعراضًا عن كمال الانقياد للسنة أخرجه عن الاعتصام بها، وإن رأى فيه حرصًا على السنة وشدة طلب لها أمره بالاجتهاد والجور على النفس ومجاوزة حد الاقتصاد"، قال - رحمه الله -: "وهذه حال الخوارج الذين يحقر أهل الاستقامة صلاتهم مع صلاتهم وصيامهم مع صيامهم وقراءتهم مع قراءتهم، وكلا الأمرين خروج عن السنة، فالأولى خروج إلى البدعة والتفريط والإضاعة والآخر إلى بدعة المجاوزة والإسراف.ولهذا قال بعض أهل العلم المحققين: ما أمر الله بأمرٍ إلا وللشيطان منه نزغتان: إما إلى تفريط وإما إلى مجاوزة.. وهي الإفراط، ولا يبالي بأيهما ظفر.. زيادة أو نقصان".ألا فاتقوا الله - رحمكم الله - فكل الخير والحق والعدل والرحمة بلزوم أهل الاستقامة اجتهاد في اقتصاد وإخلاص مقرون بالاتباع، وقد قال بعض الصحابة - رضوان الله عليهم -: اقتصادٌ في سبيلٍ وسنة خيرٌ من اجتهادٍ في خلاف سبيل وسنة، ومن دعاء الحسن - رحمه الله -: "اللهم أنت ربنا فارزقنا الاستقامة".هذا، وصلوا وسلموا على نبيكم محمد المصطفى ورسولكم الخليل المجتبى.. فقد أمركم بذلك ربكم - جل وعلا - فقال - عز قائلًا عليما -: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56]؛ اللهم صلّ وسلِّم وبارِكْ على عبدك ورسولك محمد النبي الأمي وعلى آله الطبيبين الطاهرين وأزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين - أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - وعن الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك وإحسانك ياأكرم الأكرمين.اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، وانصر عبادك المؤمنين.اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق والتوفيق والتأييد والتسديد إمامنا وولي أمرنا، اللهم أعز به دينك وأعل به كلمتك، وارزقه البطانة الصالحة، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين، ووحد به كلمتهم، واجمع به صفوفهم على الحق والهدى يارب العالمين، اللهم وفقه ونائبيه لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.اللهم وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك وبسنة نبيك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، اللهم واجمع كلمتهم على الحق والهدى يارب العالمين.. اللهم وأبرم لأمة الإسلام أمر رشدٍ يُعَز فيه أهل الطاعة ويُهدَى فيه أهل المعصية ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر إنك على كل شيء قدير.اللهم انصر المجاهدين، اللهم انصر المجاهدين الذين يجاهدون في سبيلك لإعلاء كلمتك وإعزاز دينك، اللهم انصرهم في فلسطين وفي كل مكان يارب العالمين.. اللهم إن اليهود الصهاينة المحتلين قد طغوا وبغوا وآذوا وأفسدوا ودمروا وقتَّلوا وشردوا؛ اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.. اللهم من أرادنا وأراد ديارنا وأمننا وأمتنا بسوءٍ فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعله تدبيره تدميرا عليه يارب العالمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم.اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم يسر أمورنا واشرح صدورنا ونور قلوبنا واختم بالصالحات أعمالنا وأصلح لنا شأننا كله يارب العالمين.ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.. ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار.عباد الله:إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلك تذكرون؛ فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.